Arabic Short Stories "For The Sake Of The Child's Burns"
جرح الحرق لأجل الولد
وقعت حادثة عجيبة فى بلاد
" تَيوَان" و قد نشرتها الوسائل الإعلامية حتى فشى و انتشر الخبر فى ذلك
البلاد . كان هناك رجلا نجيبا نشيطا و قد تخرج من الجامعة و توظف أحد الشركات
المرموقة . وهو يسكن فى بيته مع امرأة ذات وجه مخيف بعض رأسها أصلع , يرى أثر جرح
الحرق فيه و لم يبق شعر فى رأسها إلا قليلا مًرْسَلا إلى عاتقها, وهي لم تخرج من
البيت إلا إذا كانت لها حاجة مآسّة . تلك المرأة هي أم ذلك الرجل لا غير . و كانت
تعمل جميع الوظائف اليومية وحدها مثل تنظيف البيت و الطبخ و إعداد الطعام و غسل
الملابس و غيرها و لم تطلب مساعدة أحد قط وكانت أماًّ شفيقة لولدها الوحيد و هي
تحبه حُبًّا جمّاً و إن لم يعرف الولد شدة محبتها له. و لكن يصعب لذلك الرجل أن
يقبل بأن له أماًّ ذات عيب و وجه مخيف بل كلما سأله أصحابه عن المرأة الموجودة فى
بيته أجاب " هي خادمة أمّي , ليس لها إخوة و لا عائلة , فأشفقتُ عليها و
ألجأتُها فى بيتي " .
و لما سمعت الأم ذلك القول
حزِن حُزْنًا شديدًا و لكنها صبرت على ذلك و أخفته فى صميم قلبها , فلازمت بيتها و
لم تخرج منه إلا نادرة خوفاً من أن يطّلع عليها أصحاب ولدها . مضت الأيام و هي على
هذه الحالة , تكتم الحزن الشديد فى فى قلبها . وذات يوم أصابها مرض حتى أنها لم تكن قادرة على
القيام من سريرها فلم تستطع أن تباشر الأعمال اليومية فصار الولد مشغولا بأدآء تلك
الوظائف و بإعداد الأدوية لشفاء أمه و
ليس له خادم لمساعدته لأن أجرة الخادم فى تيوان غالية فى الغاية . هذه الحالة
كدّرته و كثيرًا ما يغضب بدون سبب . ذات يوم بحث عن شيء فى خزانة
أمها رأى فيها صندوقاً صغيراً و لمّا فتحه وجد فيه صورة امرأة جميلة و قطعة من
الجريدة القديمة , و تلك الجريدة تنبئ :
"امرأة ذات روح البطولة قد أنقذت صَبِيَّها من مصيبة الحريقة
. هي تعانق الصبي ثم تستر نفسها بالدثار المبلول و تَخرِق التهاب النار خارجة من
البيت المحروق , تلك المرأة أصابها جرح شديد بسبب الحرق و ولدها فى حالة طيبة لم
يصبه شيء"
وإن كانت الجريدة قديمة و قد مضت بها الأزمان فهو يعرف تماماً مَن المرأة الجميلة الموجودة فى تلك الصورة و من
المراد بالمرأة المذكورة فى تلك الجريدة القديمة , تلك المرأة هي أمّه التي مرضت
مرضاً شديداً واضطجعت على سريرها ضعيفةً , تلقائيا سالت الدموع من عينيه , فذهب
سريعاً نحو أمّه , ثم سجد بجانب السرير الذي اضطجعت فيه أمه و هو يقول : " يا
أماه .... سامحيني .... سامحيني على خطاياي التي قد فعلت فيما مضى .... عفواً يا
أماه .... " . فلما سمعت الأم
مقالة ابنه بكت ثم تقول : " كفايةً يا ولدي .... كفاية .... قد عفوت عنك منذ
زمان يا ولدي ..... " .
و بعدما شفيت أمه لا يخاف
الولد و لا يستحيي من مرافقة أمه للتبضع فى الأسواق أو مراكز التجارة و قد ألفت
هذا المنظر أنظار كثير من الناس و منهم الصحافيون , فكتبوا هذا الخبر فى الجرائد و نشروه من خلال
الوسائل الإعلامية حتى انتشر خبر ذلك الرجل فى تيوان و وصل إلينا .
( نهاية سعيدة ^_^ )
******
المفردات :
ذات روح البطولة =
Berjiwa
pahlawan
الشركات المرموقة =
Perusahaan terkemuka
أثر جرح الحرق =
Bekas luka
bakar
ألجأتُها =
Aku
menampungnya
كدّرته =
Membuatnya kesal
Posting Komentar untuk "Arabic Short Stories "For The Sake Of The Child's Burns""